مــــــــحاكمه الحــــــــب

عندما تتسارع نبضات قلبك, و تتسارع أنفاسك
عندما تشعر بالغثيان
عندما تشعر بتسونامي يجتاح كل خلية من خلاياك
عندما لا تعلم إن كان ما تشعر به غضب أم حزن أم قرف أم ملل, أم غير كل ذلك
عندما تتمنى لو يكون أمامك جدار ترطم رأسك به, أو تلكمه لتفرغ فيه و غضبك
أو لم لا: أن تكون هي موجودة لتستخدمها ككيس ملاكمة
عندما تسود الدنيا في وجهك رغم أنك تعرف أن الله معك, و أنه قريب مجيب الدعاء, و أنه نعم الوكيل و نعم المعين

عندما يحدث ذلك كله, فهذا يعني أنك تمر بنوبة كالتي أمر بها من حين لآخر.
نوبة لا منطق فيها, مجرد عاصفة تمر و تنتهي, و تعود الحياة بعدها.

أحياناً تتباعد النوبات و أحياناً تأتي قريبة. لكنها دائماً تحمل معها نفس الإحباط و الألم و الأسى.

انظر إلى مصيبة غيرك تهن عليك مصيبتك.


هذا كلام نظري, أما الكلام العملي فيقول أنه قد تنظر لمصيبة غيرك وتراها أكبر من مصيبتك و بالرغم من ذلك لا يخف من ألمك أو حزنك شيء.


الدنيا مليئة بالأحزان كما هي مليئة بالأفراح, يوم لك و يوم عليك : لكل شيء
إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان. لم يعد يهمني أن أعتبر مصيبتي
هينة بقدر ما يهمني أن أستوعب ما حصل و أكمل حياتي بشكل أقرب ما يكون
للعادة.


ولكي تستمر الحياة بطريقة سلسة, أرى أنه لا ينبغي تجاهل الأحزان و التصرف
كأن شيئاً لم يكن. من حق الإنسان أن يتألم فهذه صفة وضعها الله له, و إن
تجاهلت ألمك و حزنك الآن فقد يطفو إلى السطح بعد سنين فيكون الألم و الحزن
أكبر.




غريب كم يمكن أن تغير المصائب من شخصية الإنسان. قد ترى القوي ضعيفاً و
الضعيف قوياً, قد يتغير الإنسان تماماً, بحسب المصيبة التي أمامه.
فأنا اعتدت أن أواجه المصائب بالهدوء و الإطمئنان و الإيمان ما استطعت إلى
ذلك سبيلاً. أحاول عادة ألا أغضب و لا أحزن ولا أتأثر و أفكر بعقلي لكي
أعرف كيف أتصرف و أين هي مصلحتي.
أما في مصيبتي هذه فأجد نفسي أحياناً كالطفل , يبحث عن ذراعي أمه لتطمئنه و
تقنعه ألا شيء قد حصل, لكي تضمد جراح روحه و جسده و كبريائه. يبحث في
عيونها عن الأمان و الأمل, يعتمد عليها لأنه لا يريد الإعتماد على نفسه و
لا يريد أن يواجه الواقع. كأن الطفل يندم على أيام كانت أمه تحمله في بطنها
و تحميه من كل شيء وتوفر له كل شيء.


نعم مصيبتي أعادتني طفلاً في بعض الأحيان, و لكن بفضل الله يعود لي عقلي
أحياناً فأفكر و أحاول أن اتناول هذه المشكلة و كأنها مشكلة شخص آخر
يستشيرني بها و يبحث عن حل.
النفس إن أخذتها كمستشار, قد لا تجد أفضل منها أحيانا ً و قد لا تجد أسوأ منها أحياناً أخرى!
لكن الجميل في استشارة النفس أني في أغلب الأحيان أتفق مع نفسي
قولوا : اللهم لا حسد

الإكتئاب ليس مجرد حزن عابر, ليس سحابة صيف تحجب الشمس قليلاً ثم تختفي.
الإكتئاب ليس مجرد الشعور بالكآبة و الحزن. ليس أن تحزن لأن شيئاً ما حدث في حياتك على غير ما كنت تريد...




الإكتئاب هو أن تتشوه نظرتك للحياة و للدنيا بأكملها. الحياة هو أن ترى ماضيك أسوداً ولا شيء حسن فيه, وألا ترى أي أمل في المستقبل.
حين تكتئب تفقد كل إحساس إيجابي : تفقد الإرادة, والأمل, و الطموح. تفقد
القدرة على التركيز و التفكير. حين تكتئب يصيبك القرف من كل شيء, و تصبح
إنعزالياً ولو كنت من قبل إجتماعياً للغاية. بعض الناس يفقدون الإحساس
بالجوع, وبعضهم على العكس يغرقون في الأكل. وللإكتئاب تأثير على الشهوة
أيضاً فتضعفها, و تتسبب في اضطرابات في النوم.


أكاد أقول أن الإكتئاب يفقدك الإيمان بالله أيضاً...


الإكتئاب مرض وليس خيار من الشخص. لا أحد يختار أن يكون مكتئباً, و
بالإمكان علاج الإكتئاب, إن كان بالدواء أو من خلال العلاج النفسي (البحث
في أسباب الإكتئاب ثم مساعدة المريض على وضع خطة للتغلب على كل المشاكل).




فلا ينبغي أبداً الإستهانة بهذا المرض, و الإستهانة تكون برأيي بطريقتين :
الأولى حين يمر بعض الناس بحالة حزن عابر, فيقول : أنا مكتئب! و الثانية
حين يكون المرء في حالة إكتئاب حقيقي فلا يفهمه الناس و يلومونه.



أغلب الاحيان لا يحس المكتئب أنه في حالة غير طبيعية.

ربي منّ علي بالكثير الكثير, و أنا أعصيه هكذا. ويمنّ علي أن يشفي قلبي بدموع الخوف منه و الطمع برحمته, فأعيد الكرة و أعصيه.


كلما عصيته كلما اسودت الدنيا في وجهي و اغلقت الأبواب في وجهي. و كلما تقربت منه كلما تيسرت أموري.
و مع ذلك أعيد الكرة و أعصيه من جديد.


يهديني ربي, ويطيب قلبي بتلاوة القرآن و الدعاء و بعض الخشوع. ثم أعصيه من جديد.


ولا زال ربي يمنّ علي منّة بعد منّة, يهديني إلى الخير و أنا تأخذني العزة بالإثم.






آه كم أخجل من نفسي.

[size=21][size=21]ليسـت مشكـلتي إن لـم يفـهـم البعض مـااعـنيـه
. . وهذه افــكـاري . . فهذه قناعاتـي
. . وهذه كـتاباتي بـين يـديكـم اكـتـب مـاأشـعر به
..وأقـول مـاأنا مـؤمـن به ولـيـس بالضـرورة مـاأكـتبه يعـكـس حيـاتي الشخصيه
. . فـهي في النـهاية مجـرد رؤيـة لأفـكـاري






[/size][/size]